لا يمكن لأي أمة التقدم والنهوض بين الأمم ما لم تول شبابها جل اهتمامها، تربية ورعاية وتعليماً، وهي إنْ ارادت الرقي الى العليا، فهي بإزاء ذلك مطالبة بتعزيز نمط ومنهجية رعايتها لشبابها خصوصاً في شقي التعليم والفرص، وذلك كله في خلال منحهم حرية الرأي والتفكير. وقبل الدخول في تحليل هذا السياق لعلنا نطرح سؤالين مركزيين:هل شبابنا في صلب اهتمام االدول العربية من حيث دورهم واحتياجاتهم؟ وهل شبابنا منخرطون في المجتمع ومكوناته الاجتماعية والاقتصادية وفي صنع القرار؟. ولفهم هذين المحورين لا بد لنا من معرفة وتحليل، من هم شريحة الشباب العربي، وما هي السمات والخواص والقدرات التي تتمتع بها هذه الشريحة الواسعة من بناتنا واولادنا، وهل يسهم الشباب في التنمية والتطور وكيف؟، كما سنعرج على تجربتين عربيتين فى رعايه الشباب، الاولى لدولة عربية غنية بالموارد النفطية هي المملكه العربية السعودية، والثانية لدولة عربية شحيحة الموارد هي الاردن. اولاً : من هم الشباب العربي ؟!وما هو واقعهم وما هي امكاناتهم ومشاركاتهم في التنميه المستدامه؟! تشكل شريحة الشباب في العالم العربي كله، ضمن الفئة العمرية 12-30 سنة ما نسبته 40% من عدد السكان، وهذه الفئة العمرية الواسعة من الذكور والاناث تشكل ذخيرة بشرية حية لأي مجتمع وتمثل طيفاً واسعاً من النموذج الشبابي المتنوع، منهم التلاميذ والطلاب والعمال والموظفون والاساتذة والجنود والعاطلون عن العمل، ابناء الوطن الواحد المنتشرون في المدن والقرى والأرياف والمخيمات منهم يخرج العلماء والمثقفون وقادة المجتمع وجنود الوطن، وهي الشريحة الاكبر في أية أمة، شريحة متجددة باستمرار، هي عماد أية أمة وسر نهضتها وبناة حضارتها، هم حماة الوطن والمدافعون عن حياضه، ومرحلة الشباب هي مرحله النشاط والطاقة والعطاء المتدفق، وتعتبر المرونة والارادة والعزيمة والمثابرة من أبرز خصائص مرحلة الشباب. و بالرغم من تعدد التعريفات العلمية لسمات الشباب والخصائص البيولوجية والسيكولوجية لهذه الشريحه، الا أن الشباب حقيقة اجتماعية وليس ظاهرة بيولوجية فقط،انهم نصف الحاضر وكل المستقبل. وهذا يشير بوضوح الى أن المجتمعات العربية فتيّة وشابة وتتمتع بالقوة والحيوية والتأثير وبالامكانات والطاقات غير المحدودة، ويجعل من عناصر نمو الشباب وتوزيعهم الجغرافي ضغوطاً على الموارد الطبيعية المتاحة ويفرض تعقيدات امام تلبية احتياجاتهم المتنوعة والمتنامية. ثانيا-الشباب العربي ضرورة انمائية وثروة وطنية يعد الشباب العربي عنصراً اساسياً في العملية التنموية، إذ إن مرحلة الشباب هي مرحلة التطلع الى المستقبل بطموحات عريضة وكبيرة وهم بطبعهم اجتماعيون، أي أن لديهم ميلا للولاء والانتماء لمجموعة اجتماعية تعطيهم ويعطوها، كما أنها طاقة للتغير والتشكيل، وتتميز مرحلة الشباب بوجود طاقة انسانية تتميز بالحماس والجرأة والتعليم والثقافة والاستقلالية واثبات الذات والنزاهة والفضول وحب الاستطلاع والنقد والتمرد الايجابي والتضحية وتقبل الجديد والاستعداد للتضحيات ورغبة في صنع التغيير،من خلالهم يمكن رؤية مستقبل الوطن وامكانات تحقيق طموحاته لذا فإن رعايتهم وتنميتهم تعد عملية استثمارية على المدى البعيد يكون عائدها على شكل خبرات بشرية وهي ثروة حقيقية للوطن والأمة، فالشباب ضرورة انمائية لأنه لا يمكن تحقيق أية تنمية وطنية شاملة ومستدامة دون الاعتماد عليهم وحيث أن معظم الدول العربية (ما عدا الدول النفطية) محدودة الامكانات المادية والثروات الطبيعية وتواجه تحديات امنية في بيئتها وفي مخزونها المائي والغذائي ،وفي تعرضها لتأثيرات العولمة الثقافية والتطور التكنولوجي وانتشار السلوكيات الضارة، فإن ذلك يجعل من عملية رعاية الشباب وتنميتهم واجباً وطنياً وضرورة ملحّة تفرضها مصلحتهم ومصلحة الوطن ونمائه. ثالثا- تنميه الشباب العربي واجب وطني. الشباب قوة اقتصادية جبارة وهم أداة الانتاج، والشباب المتعلم بجهدهم ينتجون ما يحتاجه المجتمع وهم الذين يبنون صرح الوطن وقوته الاقتصادية واداته للتنمية الشاملة وهم اداة التقدم العلمي وعقولهم النيّرة هي التي توفر القاعدة العلمية. والشباب قوة اجتماعية هامة بصفته قطاعاً اجتماعياً رئيساً وهم عنوان للقوة والفتوة ومشاركاتهم من متطلبات ديمومة العمل السياسي والاجتماعي وعلى صانعي القرار والسياسيين الاستعانة بالشباب لأنهم القادرون على التغيير والتقدم والتجديد، وقد حققت المغرب العربي وبعد احداث الربيع العربي انجازا عظيما للشباب حين خصصت 45 مقعدا نيابيا لفئه الشباب تحت سن 40 سنة في القائمة الوطنية على مستوى الوطن وهي تعادل11,4 % من مجلس النواب وهو اعتراف حقيقي بالشباب. والاحزاب التي لا تضم قطاعات الشباب بقيادتها مصيرها الترهل والتراجع ،لأن الشباب الاكثر طموحاً في المجتمع وعملية التغيير والتقدم لا تقف عندهم عند حد. كما أن عملية القبول والتأقلم مع المستجدات والحداثه هي بيئة شبابية. رابعا- الشباب العربي محور التنمية البشرية. يمكن القول، إن واقع الشباب العربي كمحور للتنمية البشرية وهو محور اساسي في تحضير جيل الشباب العربي للمستقبل ، من خلال تحليل اطار مكوناته الاساسية مثل: المشاركة والاندماج الاجتماعي والتعلم والتدريب والعمل والاقتصاد والثقافة والصحة والحماية الاجتماعية، وفي اطارها العام تحمل نفس التحديات والمعوّقات والمزايا في كل بلد عربي، مما يسهل تصور وضع اطار واحد لتطوير استراتيجية للشباب العربي. وقد سعت معظم الدول العربية الى وضع استراتيجيات وخطط لتلبية احتياجات الشباب والاستفادة من قدراتهم وامكاناتهم وتوظيفها في خدمة الوطن والامة واصبحت هذه الاستراتيجيات ملزمة للدولة من الناحية المادية والاجرائية والنفسية وتنطلق بصورة مبدئية من الايمان والاعتراف بدور الشباب وبقدراتهم الكامنة وحقهم في المشاركة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. خامسا – الشباب والعمل الشبابي العربي لقد عبّرت مجالس وزراء الشباب والثقافة والعمل العربي وهي مؤسسات عربية رائدة في خدمة الشباب العربي، عبرت بشكل دائم، من خلال لقاءاتها الدورية عن رغبة اعضائها ممثلي الشباب العربي تقديم كل ما هو ممكن وضمن برنامج واولويات تساهم في توسيع مشاركة الشباب بالأنشطة الرياضية والشبابية والثقافية والدورات العمالية المهنيه للتأهيل، والتي تقام سنوياً، والسعي الى ترسيخ مفاهيم وقيم انسانية تتعلق بالثقافة وحق واحترام العمل وقيم الرياضة للجميع ضمن رؤيا ايجابية انسانية،فالنشاط الرياضي الايجابي يعتبر من اهم محاور تنشئة الشباب، فمن خلالها تتكون وتبرز مواهب الشباب وتتكون تحدياتهم ويكتسبون خصائص العمل الجماعي واحترام التعدد ومفهوم تقبل الخسارة وترشيد قيم الفوز ومعنى الانتماء للفريق والولاء للوطن،وقد قطعت معظم الدول العربية اشواطا كبيرة وحققت انجازات هائلة في هذا المجال على المستوى المحلي والعربي والدولي، وأسهم ذلك في صقل شخصيات الشباب ومكنهم من الانفتاح على العالم وشعوبه من خلال التنافسات العربية والدولية. ويعتبر التعليم والتدريب وتطوير القدرات الثقافية في مقدمة آليات صقل وتأهيل قدراتهم لمواجهة كل التحديات الجديدة الاقتصادية والثقافية والإندماجية في عالم العولمة، عالم متغير لا يعرف الحدود ويخترق الثقافات والعادات والتقاليد، وتعمل المؤسسات التربويةالرسمية والخاصة على اكساب الطلبة المعارف والمعلومات وطرائق التفكير ومناهجه ومهاراته،وتسعى لصياغة وجدانهم وتهذيب انفعالاتهم وغرس القيم لديهم ليتوافقوا مع معيار المواطنة المحلية والعالمية،كما تهدف الى تطوير مهاراتهم الحركية والحياتية ،فهدف التربية هو رعايه النمو المتكامل للطلبة وتسهيله جسميا ومعرفيا واجتماعيا وانفعاليا ليصبحوا اكثر كفاءة في التعامل مع البيئه واقدر على التكيف مع مطالب الحياة. وعلى القائمين على التعليم والتربيه، وبسبب سرعة المتغيرات حولنا تحصين جيل الشباب لمواجهه تحديات المستقبل ومن هذه التحديات : تحدي متابعه التغيرات التكنولوجية والتدريب المستمر على استخدامها، وتحدي نقص الوظائف وقلة فرص العمل،وتحدي انتاج المعرفة وتطويرها والمشاركة في قيادة التغير العالمي، وتحدي الانفتاح الثقافي على الحضارات العالمية والاستفادة من انجازات الاخرين ،وتحدي المحافظة على الهوية الحضارية والهوية النفسية للافراد في ظل العولمة والمحافظة على الموروث الثقافي والديني دون انغلاق على القيم الانسانية، والمعركة ضد الارهاب والتطرف بحاجة لمشاركه الشباب بشكل واسع، فهم في المدارس والجامعات والعمل العام وفي الوعض والارشاد ومنظمات المجتمع المدني. ومن حسن القدر فإن شباب وشابات الامة العربية يوحدهم الايمان بالله وهو الحبل الجامع والعظة الدافعة والسكينة المانعة من اليأس والعزيمة الآخذة بيقين العزم، والقوى الدافعة لعطاء النفس وسعادتها. كما تؤطرهم وسطية وطنية انسانية،تعكس فلسفة وفكر الدول الطامحة لبناء العدالة الاجتماعية وسيادة القانون ودولة المواطنة وتعكس رساله الامة في غرس قيم الولاء والانتماء لدى الشباب، وهي اي الوسطية صانعة التضامن الوطني الذي يحمي الاستقرار السياسي ضمن الوطن الموحد، ضمن هدف سام هو بناء الدولة العادلة، القوية، الحاضنة، الحامية بسلطة القانون لجميع المواطنين بكافة تنوعاتهم المجتمعية، فالمواطنة الحقّة في الدولة العادلة تفرض احترام جميع مكونات التنوع والتعدد ضمن المجتمع الواحد. هذا الاحترام لحق الاختلاف ضمن الائتلاف في المجتمع الواحد لا يمكن أن يتجلى إلا في تثبيت المبادئ الديمقراطية التي تؤدي الى تكافؤ الفرص والتعبير عن الرأي وتحقيق العدالة السياسية مما يفتح باب الحوار والتواصل على مكونات المجتمع المدني وضمن وسطية انسانية تسعى الى بناء مستقبل انساني تعززه المعتقدات الدينية والقيم والاخلاق والمشترك الانساني لمد جسور التعارف والتفاهم بين الشعوب والامم والطوائف المختلفة، من هنا فإن ثقافة الوسطية ،وهي ثقافة الاسلام السمحة والرحيمة ورسالة العروبة، هي الثقافة المؤسسة لنشر قيم التآخي الانساني والتعايش السلمي بين الشعوب والى ترسيخ مفاهيم الامن والسلام والمحبة والى تكريس ثقافة تعارف الحضارات. إن تعزيز المواطنة لدى الشباب العربي يكون من خلال بث الروح الوطنية وتعميق روح الانتماء لقضايا الوطن واحتياجاته والحفاظ على كينونته والاستعداد للدفاع عنه وهذا يتطلب التواصل الثقافي والحضاري بين الاجيال ومعرفة حقائق التاريخ والجغرافيا السياسية وكل ما يتعلق بالقضايا لوطنية ويتطلب رفع حس المسؤولية والانضباط والتعريف بأسس دولة القانون، والمواثيق الدوليه المتعلقة بحقوق الانسان. سادسا- التعليم والفرص أكبر تحديات الشباب العربي يعدّ محور التعلم والتدريب والعمل أهم محاور صقل قدرات الشباب لارتباطها الوثيق بمسيرة كل فئات الشباب وآلية تجهيزهم بالخبرات والمهارات لتمكينهم من العمل والدراسة وبناء الشخصية المستقلة القادرة على المشاركة الاجتماعية في الأسرة وفي المدرسة والجامعة ومكان العمل، وللأسف فإن تراجعاً حاصلاً في ضبط النظام التعليمي بمخرجات السوق وذلك بسبب افتقار الطلبة الى الارشاد والتوجيه حول حياتهم المهنية المستقبلية؛ ما يشكل تحدياً يواجه التعليم. فالمطلوب رفع مستوى نوعية التعليم ونجاعته وادامة وزيادة حصة الفرد من الانفاق على التعليم بأنواعه ومستوياته المختلفة من أجل اتاحة المزيد من الفرص أمام الخريجين للتفوق في المهارات الحياتية والمهارات المنتجة والمساهمة الفاعلة في نمو الاقتصاد الوطني والعالمي. وتتضمن : مهارات التفكيرالابداعي والتجديدي في الوصول الى حلول جديدة للمشكلات ولايجاد منتجات وخدمات ابداعيه. مهارات التفكير الناقد ومعالجه القضايا الجديدة واستعمال التفكير التحليلي الاستدلالي المنظم للتعامل الكلي. مهارات الاتصال تساندها مهارات اللغة الام واللغة الاجنبية والمهارات الاجتماعية المختلفة . مهارات البحث والاستقصاء وحل المشكلات بطرق جديدة تسهم في زيادة الانتاج. مهارات العمل الجماعي ضمن الفريق مهارات استعمال الحاسوب وادارة المعلومات والبيانات وتصنيفها وتحليلها واستعمالها في الحلول. مهارات الاستخدام الفعال للتكنولوجيا والقدرة على استعمال الادوات. سابعا – تلبية الاحتياجات الاساسية للشباب العربي المطلوب معرفة الاحتياجات الاساسية للشباب والعمل على تلبيتها او أخذها بالاعتبار لدى صياغة الخطط، والاستراجيات ورغم وجود خصوصية لكل بلد عربي، الا ان الاحتياجات الضرورية لكل الشباب العربي تكمن في: 1.الحاجة الى تقبل الشباب والاعتراف بهم وتوزيع طاقاتهم في نشاط يميل اليه وكذلك الحاجة الى تأكيد الذات وشعوره بالانتماء لفكره، وبحاجة لرعاية صحية ونفسية اولية، والحاجة الى المعرفة والتعليم وهي الاساس فلا مكان للجهلاء. 2. تلبية الحاجات الاقتصادية من ملبس ومسكن والحاجة الى الترفيه والترويح والحاجة الى ثقافة علمية بيولوجية لمعرفة التغيرات الجسدية في سن المراهقة وتنمية القدرات القيادية (الكشافة – الرياضة ). 3-االمشاركه السياسية والاجتماعيه للشباب العربي، وقد بادر المغرب الشقيق في تخصيص مقاعد نيابية للشباب تحت سن 40 سنه، وهذا اعتراف دستوري واضح بالشباب ونأمل ان تلحقها دول عربية اخرى وتخرج من القول الى الفعل. جاء في الميثاق العالمي لحقوق الانسان أن حق المشاركة بكافة أشكالها ومجالاتها هو حق وهو أداة للتنمية الفعاّلة واسلوب للمارسة السياسية والمسؤولية الاجتماعية والتربوية يعطي الفرد الحق في إخضاع كافة القضايا التي تؤثر عليه للمناقشة وابداء الرأي وهذا ايجابي في المجتمات الديمقراطية حيث يشارك الجميع. والشباب هم القوى السياسية المتحررة والمتفتحة والكثرى استعدادا لآلية تحقيق اهداف السياسة ومؤسساتها.وقد اعتنى الاسلام بالشباب عناية فائقة واهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب اهتماما كبيرا، فقد كانوا الفئة الكبرى التي وقفت بجانبه في بداية الدعوة فأيدوه ونصروه ونشروا دعوة الاسلام وتحملوا في سبيل ذلك المشاق والاهوال، وفي الوقت ذاته حث الرسول الشباب على ان يكونوا اقوياء في البنيان اقوياء في العمل فقال عليه السلام: المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. نماذج عربية مختارة لرعاية الشباب العربي سعت كل الدول العربية كل حسب امكاناته لتلبية حاجات الشباب والاستفادة من قدراتهم الهائلة وحققت معظم هذه الدول العربية انجازات هائلة،ولاغراض هذه الدراسة فقد تم تناول نموذجين عربيين: الاول لدولة عربية نفطية غنية حققت انجازات هائلة فى رعاية الشباب والرياضة وفى تطوير التعليم العالي لدرجة غير مسبوقة في العالم ويعود الفضل في ذلك الى حكمة القيادة السعودية والرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين . والثاني هو لدولة عربية شحيحة المصادر الطبيعية هي المملكه الاردنية الهاشمية والتي تواجه صعوبات جمة فى قطاعات اساسية مثل الطاقة والمياه ورعاية اللاجئين العرب، ولكنها حققت انجازات هائلة في التنمية المستدامة ورعاية الشباب. النموذج السعودي لرعاية الشباب السعودي فقد اختطت المملكة العربية السعودية طريقاً مميزاً لدعم الرياضة والشباب ودعم قطاع التعليم العالي. والمملكة العربية السعودية هي من الدول الرائدة في دعم النشاط الرياضي المحلي والعربي ونلاحظ انخراط الشباب السعودي بالنشاط الرياضي والشبابي بشكل كبير وفي كل المناطق والأرياف، وقد قامت الدولة بتأمين انشاء البنية التحتية بشكل متكامل في المدارس والاندية والمدن والارياف، وتأمين مشاركة واسعة للشباب وتحقيق تقدم هائل في كل المستويات اوجدت مكانة متقدمة للشباب السعودي في قيادة النشاط الرياضي والشبابي العربي. وبالمقابل فإن المملكة العربية السعودية دعمت سياسات التعليم العالي واعتبرته من الدعائم المؤثرة في مسيرة التنمية وخصصت له الموازنات الكبيرة وشهد التعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود المزيد من المنجزات والقفزات الكبيرة على امتداد الوطن وذلك لعمق ايمانه بأهمية التعليم واعتباره ركيزة مهمة من ركائز الدولة لتحقيق التقدم ومواكبة التطورات العلمية والتقنية في العالم، وهي تنصب بالكامل على تأهيل الشباب والشابات السعودي من حيث توفير البيئة التعليمية لهم واكسابهم مهارات وخبرات متنوعة أوجدت جيلاً مؤهلاً ومثقفاً وبالتالي سهلت حصولهم على الشهادات العلمية وساهمت بانخراطهم في سوق العمل؛ ما انعكس ايجاباً على تنمية الوطن السعودي في مختلف قطاعات الصناعة والسياحة والتعليم والبناء وغيرها. وتنفذ وزارة التعليم العالي السعودي مشاريع عملاقه للتعليم مختلفة في كافة مناطق المملكة كما أوجدت تغيرات جذرية على قطاع التعليم اهمها يتعلق بجودة التعليم ورفع كفاءة الانتاج ومنافسة المخرجات التي تتناسب مع توجهات سوق العمل السعودي والعالمي. وتوسعت المملكة في بناء الجامعات الرسمية والخاصة والمعاهد الأهلية وطورت منظومة المدن الجامعية في كل مكان شملت بناء احدث الجامعات العلمية والمختبرات والاسكانات للطلاب وخصصت لها عشرات المليارات من الريالات، ويعدّ برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث واحداً من أكبر البرامج الريادية والتعليمية في العالم والتي لها دور اساس في بناء جيل مبني على المعرفة ومؤهل بشكل كامل. وبلغ عدد المنبعثين من الطلبة والموظفين الدارسين في الخارج (الولايات المتحدة الامريكية ، بريطانيا ،اوروبا ،الصين وكوريا والدول العربية) والذين تشرف عليهم وزارة التعليم العالي (150 الف طالب وطالبة) فقد تخرج منهم حتى العام 2013 (47 الف منبعث ومنبعثة)، وجُدد البرنامج للاعوام الخمسة المقبلة حتى العام2018 وخصص له مبلغ 7 مليارات ريال، وهذا يعني تأهيل مئات الالوف من الطلاب السعودي في دول العالم المتقدم واعطاءهم الفرصة للاطلاع على حضارات وانجازات تلك الدول. كما تولي وزارة التعليم العالي برنامج ريادة الاعمال بهدف تنمية التفكير الريادي وتطوير اقتصاديات المعرفة وجعل الطالب قادراً على ايجاد الفرص الاستثمارية بدلاً من البحث عن وظيفة، ودعمت انشاء حاضنات التقنية لاشراك الخريجين في تطبيق وتحويل أفكارهم البحثية الى منتجات، واولت الوزارة جانب البحث العلمي اهتماماً خاصاً وهو المولد والمنتج للحلول والافكار الابداعية وهو وسيلة لترسيخ مفاهيم اقتصاد المعرفة وقد بلغ ما ينفق على البحث العلمي والتطوير العام 2011 حوالي 22 مليار ريال، ولعل المستفيد الاول من ثمرة هذه الجهود المتواصلة في مجال التعليم العالي هم أبناء وبنات الوطن السعودي. والحديث عن المملكة العربية السعودية وانجازاتها في مجال الشباب ينطبق الى حد كبير على معظم دول العالم العربي وخصوصا دول الخليج العربي، حيث برزت دولة الامارات العربية التي تولي القطاع الشبابي والرياضي والريادي اهمية كبرى كما تولي قطاع التعليم العالي اهمية متزايدة واصبحت الامارات نموذجاً للتعليم المعرفي والافكار الريادية، التي تخدم الاقتصاد الوطني. النموذج الأردني في رعاية الشباب العربي. أيقن الاردن أن قدرة شبابه وشاباته على الاسهام في التنمية الوطنية المستدامة والمنافسة في الاقتصاد العالمي هي دالة تميزه بالاضافة الى ضرورة وضع الشباب على سلم الاولويات الوطنية وتنشئة جيل من الشباب المؤمن بعقيدته والمنتمي لوطنه وامته وولائه لقيادته، مما جعله يدرك أهمية تطوير استراتيجية وطنية للشباب، اتبعت في اعدادها منهجية علمية تشاركية تعاونية ميدانية، تضافرت فيها الرعاية الحثيثة للقيادة الهاشمية وايمانها المطلق بدورهم الاساسي في التنمية المستدامة والجهود الحكومية والاهلية والتطوعية والجهود الدولية ومشاركة واسعة من القطاع الشبابي والعاملين فيه. وتتضمن الاستراتيجية عرضاً لواقع الشباب كمحور للتنمية البشرية في الاردن، واهمية وضع استراتيجية وطنية للشباب ومبرراتها ومفاهيمها ومنطلقاتها ومرتكزاتها ومبادئها ورؤيتها وسياساتها واهدافها الاستراتيجية والاجرائية ضمن عدة محاور. وتتلخص رؤية الاستراتيجية الوطنية للشباب الاردني في: تنشئه وتنميه شباب اردني واع لذاته وقدراته، منتم لوطنه ومشارك في تنميته وتطوره مشاركة حقيقية وفاعلة، ومتمكن من التعامل مع متغيرات العصر ومستجداته بوعي وثقة واقتدار ضمن بيئة داعمة وآمنة. كما تم تحديد رسالته في تحقيق ذلك الارتقاء برعايه الشباب في الاردن وتنميتهم معرفيا ومهاريا وقيميا بما يمكنهم من تطوير قدراتهم الكامنه بكفاءة وفاعلية وبتحسين السياسات المستخدمة في تطوير قدراتهم الكامنة. وتشير ادلة التنمية البشرية المتوافرة أن الاردن قد حقق انجازات كبيرة في بناء قدرات ابنائه، كما أن هناك امكانات لاحداث تحسينات اضافية في المساواة بين الجنسين والتوظيف والدخل. وان الاردن استثمر موارده الشحيحة بشكل فاعل نسبياً وترجم تلك الموارد الى مكتسبات في التنمية البشرية والاجتماعية، وبالنسبة للشباب فدلت الدراسات انهم يعيشون في عائلات مستقرة ومجتمعات آمنة ويتمتعون بخيارات واسعة في الحياة، وتشير الدراسات الى ان الشابات الاردنيات يتمتعن بمساواة فعلية مع الشباب من حيث تطوير قدراتهن التعليمية والثقافية ولكنها اقل في المجالات الاقتصادية والسياسية. اما اهدافها فهي تشكيل اطار عمل منظم لجهود المعنيين برعايه الشباب وتنميتهم، وتوحيد الجهود التي تبذل في هذا المجال وتحديد اولويات العمل من اجل الوصول الى رؤية مشتركة نحو القطاع الشبابي. سياسات الاستراتيجية الوطنية الاردنية للشباب: حددت الاستراتيجية عدة محاور يشتمل كل منها على السياسات والاهداف والنشاطات التي تظمنتها الوثيقة. ا-في محور الشباب والمشاركة: ركزت على ضرورة تهيئة بيئة داعمة وامنة لمشاركة الشباب ومأسسة العمل فيها لتحقيق: -تعزيز المشاركة السياسية للشباب والانخراط في العمل العام. -تعزيز المشاركه في السياسات الاقتصادية. -تعزيز الانتاجية الاجتماعية لكافة فئات الشباب. -تفعيل وانشاء انظمة دعم المشاركة الكاملة للشباب في الحياة الثقافية. ب -محور الشباب والحقوق المدنية والمواطنة: وتتركز على مشاركه الشباب في تكوين الراي العام وصنع القرار وفي فعاليات المجتمع المحلي وتعزيز الاندماج الاجتماعي وتعزيز المسيرة الديمقراطية. -توظيف وسائل الاتصال الجماهيري والمنابر الدينية لنشر التوعية والتثقيف. –نشر مفاهيم المواطنة والديمقراطية ومنظومة القيم الانسانية. –تفعيل الحوار الوطني مع الشباب وتعزيز المبادرات الشبابية. -تعزيز المهارات الحياتية والشخصية والقيادية للشباب. -تعزيز الحقوق المدنية والسياسية للشباب. ج- محور الشباب والانشطة الترويحية ووقت الفراغ: –تخفيف الضغوط واشكال الاجهاد التي يعاني منها الشباب. -توعيه الاهل والمعنيين باهمية الانشطة الترويحية للنمو والنماء الشخصي. –الترويج للانشطة الثقافية في المجتمعات المحلية. -تعزيز التفكير الابداعي لدى الشباب. د-محور الشباب والثقافه والاعلام: –تعميق مفهوم الثقافة الوطنية بمفهومها الشامل في اذهان الشباب. -تنميه ثقافه وطنية سلوكية ايجابية لدى الشباب. -ايجاد دور فاعل للشباب في الاعلام على كافه مستويات المشاركة. -تعزيز فرص مشاركة الشباب في طرح قضايا المجتمع وهمومه فى وسائل الاعلام. ه-محور الشباب وتكنولوجيا المعلومات والعولمة: –الاستثمار الوطني في تكنولوجيا المعلومات. -التعامل مع العولمة والاستفادة من نتاجاتها وتطويعها بما يفيد الوطن. -فتح المختبرات وشبكات الانترنت فى المدارس الحكومية ومراكز الشباب والجامعات. -تشجيع فرص التعليم مدى الحياة. و-محور الشباب والتعليم والتدريب: –تنميه قدرات الشباب على التفكير والابداع وتطوير المناهج التعليمية. -توثيق الروابط بين نظامي التعليم والتدريب وسوق العمل. -تعزيز دور الشباب في برامج ونشاطات مؤسسات المجتمع المحلي المدني. -توفير بيئة داعمة لتعميق علاقة المؤسسات التعليمية والتربوية مع المجتمعات المحلية وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة وتبني برامج تعليمية للشباب. -توفير آليات فاعلة لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المنظومة التعليمية والتدريبية. -تحسين نوعية التعليم وربطه بالتدريب المستمر. ز – محور الشباب والعمل: –تعزيز انتاجية الشباب واسهاماتهم الاقتصادية والاعتماد على الذات وتقليص اعتمادهم على وظائف الدولة. -تشجيع الاستثمار في القطاعات التي تتطلب عمالة اكثر واحلال العمالة الاردنية محل العمالة الوافدة. -انهاء كافة اشكال التمييز في سوق العمل والحد من عمالة الاطفال. ل – محور الشباب والصحة: -تعزيز معارف وقدرات الشباب ومهاراتهم واتجاهاتهم الصحية الشخصية والاجتماعية. -ترسيخ السلوكيات الايجابية الصحية للشباب. -تفعيل مشاركة الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في الانشطة المعززة للسلوكيات الايجابية الصحية. -تعزيز وتطوير وتوسيع خدمات الصحة النفسية المقدمة حاليا للشباب. م-محور الشباب والبيئة. –تمكين الشباب من المشاركة في العمل الوطني البيئي بأبعاده المختلفة. -دمج مفاهيم البيئة ومفاهيم التنمية المستدامة ضمن النشاطات المنهجية وغير المنهجية والتخصصية لجميع المدارس الحكومية والمعاهد والجامعات. -توظيف وسائل الاعلام للترويج للقضايا البيئية المحلية والعالمية. -تفعيل مشاركة الشباب في مكافحة التصحر. -نشر الوعي وترسيخ ثقافة المواصفات والمقاييس وجودة البيئة. كما خصصت الحكومة الاردنية وفي موازناتها السنوية الاموال اللازمة لتنفيذ البرامج التنفيذية اللازمة، كما أوجدت نظاما للمتابعة والتقييم لهذه الإستراتيجية وخططها التنفيذية. * أمين عام حزب التيار الوطني، وزير شباب ورياضة للأعوام 1991 -1992 –1993 . المراجع: الإستراتيجية الأردنية للشباب. – See more at: http://www.addustour.com/17562/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A+%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%87%D9%85+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9+%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B1.html#sthash.fMtO4yIK.dpuf
