نقف امام وردة الانتماء الناهضة في مزهرية الوطن، عندما يعتمد القلب على نبضه، لنكون بحضرة الايقاع الوطني، بكامل هيبته، وبكل ما في الكلمة من شمائل رفيعة..
وعودا على بدء فإن الحديث عن عبدالهادي المجالي.. «الضابط الألمعي في الجيش العربي»، و»السفير الدبلوماسي» و»الوزير المنجز» و»مدير الأمن» الذي جعل العمل الشرطي في ارقى مراحله.. و»رئيس مجلس النواب» لأكثر من مرة، و»العضو البارز في مجلس الأعيان» وغيرها من المناصب التي تقلدها المجالي، وكان خلالها منارة عطاء وقامة انتماء وبصمة ضياء تشرق في كافة مواقع العمل.
الباشا الطيب الضالع في الكياسة وحسن المعشر، الحافظ للعهد، متسلحا بموفور الدماثة، وكل الاحترام، امتثالا لما تربى عليه في مضارب «اخوان خضرا» القبيلة الاصيلة.. لذلك كان ولا يزال المترفع بكبرياء جميل، عن خواصر الصغار والجهلة، وقليلي الانتماء، ومروجي الفتن، ومثيري الضغائن.. فهو لم يكن سمسارا ولا مستغلا ولا من مزدوجي الولاء والانتماء، لأنه الاردني الابي، بكل ما في هذه المفردة من عمق ودلالة ورمزية تخشع لها القلوب.
عبدالهادي باشا.. وردة الاخلاق الحميدة، واعلى درجات النزاهة والامانة، ودبلوماسية العسكرية الاردنية النقية، والروح الوطنية الوثابة، بطهر الرسالة، وصواب الرؤية، وبصمة الانجاز، وسجل ناصع يعمره، النقاء والصدق والوفاء، وحقائق خالدة.